الجمعة، 30 يناير 2009

ولا E-mail





على عهدك ثبت قلبي ولا يميل

وإنته لا اتصالك جا ولا E-mail

ياغصن أورق، وأثمر لي، ولي ميل

ذبحني الجوع لوصالك خطيّه

وفيصل !





جِفَاكْ : رْمَاحْ فِيْ صَدْرِيْ، وفِيْصَلْ !

وِفَاكْ : الوَصْل لَه حِجَّةْ، وفَيْصَلْ.

وبَعَدْ هَالْعُمْر، إذَا إِنْتَهْ وَفِيْ صِلْ.

أَخَافْ آمُوتْ مَـ تْضُمَّكْ يدَيَّهْ !

موجع القلب باكياً - إلى منصور رحباني-














كفى بك داءاً، أن ترى الموت شافياً.

وكافياً للقاء نصفك الآخر !



ألم تقل :



يا عاصي،

لو فييّ بَطّل هالأدويهِ

كنت قوام بلْحَقَكْ

بس يِمْكن أنا جبان
.





لا يا منصور، لم تكن جباناً، على الأقل هذا الصباح.

فقد كنت شجاعاً جداً.

استطعت أن تهزز أعصابي، ليتساقط الدمع ساخناً من محجريّ.

"بطّلت" الأدوية يا منصور.

بكل بساطة، تتخلى عنها، وعن اليوتوبيا الفاضلة التي شاركناك في تخيّلها.

وتتخلى عنّا !

سحقاً،

هذا ما يوجعني الآن، ان يتم التخلي عنّي مِن صديق كـ أنت !

بالحديث عن الوجع، لا تزال ترسخ كلماتك بذاكرتي :

"ما أوجع أن تذهب دون كلمة تدعوك إلى البقاء. حينئذٍ يكون حزنك مضاعفاً: حزنك للذهاب وحزنك أن تذهب من دون حزن"

إذن رحلت بلا وجع، فكم دعوتك للبقاء، وكم تعاظم حزني هذا المساء بعد أن تلقيت خبر وفاتك !

يا منصور، تمر ببالي بكثافة، بسرعة وبحدة كل ذكرياتي السابقة معك،

وأنا كـ صديقنا المتنبي، وُلِدْتُ أَلُوفَاً لو رجعت إلى الصبا لفارقت شيبي موجع القلب باكياً !

فكيف أفارقك اليوم !









إلى العزيز منصور رحباني.

في يوم وفاته الثلاثاء 13 يناير 2009 الساعة 10:51 مساءاً.

هذا ما يجتاحني الآن.

أغمضّهن !







أَغَمِّضْهِنْ ..!

أحاول قَدْ ما أقْدَرْ

أحضن وجيه أحبابي،

بداخلهن، وأَغَمِّضْهِنْ ..!





أَغَمِّضْهِنْ ..!

وكان الدَّمْع مِنْ قَسْوَة جُفُونِي،

موج، يِتْلاطَمْ.

وأسمَع لِهْ هّدِير، وكان يِتْنازَعْ،

عَلَيّ من النوايِبْ فُوج، ويِتْعاظَمْ.

ورُغُمْ هذا الجِفاف أحْبِسْ عن عروقي،

رِذاذ الما - بلا تفكير - !





أَغَمِّضْهِنْ ..!

بِصِحَّةْ باسِي، وصْعُوبَةْ مَراسِي،

هَـ الجُفُون المُتْرَعَة بالدَمْع.

- CHEER -!!

فَلا هذا الحِزِنْ مُفْرَدْ،

وَلا كان الفَرَحْ بِي جَمْع.





أَغَمِّضْهِنْ ..!

أحاول قَدْ ما أقْدَرْ

أحضن وجيه أحبابي، بداخلهن،

بَعَدْ مَـ أجْفَانُهُمْ بِيدِي أَغَمِّضْهِنْ ..!









الإهداء :

لكل الذين اكتفيت بإغماض جفونهم بصمت،

دون أن أستطيع أن أودعهم بكلمة.

لحظة دفا !

آتِدَفَّا بالأَمَلْ إِنّكْ تِجِين.

آتِدَفَّا بالأَمَلْ !!



* * *



وبِإنْتِظَارِكْ،

مَا شِتَمْت أُمّ السِّنِينْ ومَا أحْتَرَقْت .

آتِدَفَّا بِإنْتِظَارِكْ -زَيْ عَادَاتِيْ- حَنِينْ.

ومَا شَرَقْت بْرِيْقِيْ لَمَّا لاحْ زُولٍ يِشْبِهِكْ،

ومَا طَرَقْت بْإِصْبِعِيْ كَاسِيْ مَلَلْ.

أَعْرِفْ إِنِّيْ لازِمْ أَتْدَفَّا قَبَلْ لاَ تِشْرِقين.



* * *



شَمْسِيْ اللِّيْ مَا اشْرِقَتْ إِلاّ بْخَيَالِيْ،

وَالمُوَاعِيدْ الخُرَافَةْ.

يَا قُمُرْ،

عَامِينْ مَرَّنْ مَا اكْتِمَلْ.

يَا نَجِمْ بِينِي وبَيْنِهْ أَقْرَبْ وأَبْعَدْ مِسَافَةْ.

عَاذِرِكْ لَوْ تِبْعِدِينْ.

إِنْتِ مَا تَدْرِينْ عَنْ طَعْم الحَنِينْ.

عَنْ ثِوَانِيْ سَاخِرَةْ مِنِّي إتِّشَفَّا.

عَنْ لُهَاثْ القَلْب لاَ مِنِّكْ طَرِيْتِيْ.

ومَا دَرِيْتِيْ،

كِيفْ أَتْعَذَّرْ عَنْ غْيَابِكْ لـ قَلْبِيْ :

"أَخْلِفَتْ بَالوَعْد بَسّ الطِّيفْ وَفَّا"

مَا دَرِيْتِيْ،

عَنْ تِجَاعِيدٍ غَزَتْنِيْ بْمُسْتَهَلْ عِشْرِينْ عُمْرِيْ،

عَنْ تَعَرِّيْ الشَّيبْ فِيْ رَاسِيْ،

فُتُورِيْ،

ِإِنْطِفَاءْ الدَّهْشَةْ،

وقِلَّةْ حَمَاسِيْ.

وكِيفْ هَذَا العِشْق يِتْحَوَّلْ إِلَى حِقْدٍ دَفَينْ.!

مِنْ سَنَاهْ إِحْسَاسِيْ بَالوِحْدَةْ تِدَفَّا.



* * *



14-4-2005 م