السبت، 7 فبراير 2009

حَبْسْ

مَا مِتْ، لَمَّا غِبتْ.

مَا كِنتْ شَمْعَةْ وذِبتْ !



لَوْ تَدْرِيْ لَمَّا غِبتْ.

سَهَرتْ كِلّ اللِّيلْ،

كِنْت أَنْتِظِرْ لَكْ شَمسْ.

ومَحْبُوسْ وَسْط المِيمْ،

فِيْ وَسْط كِلْمَةْ أَمـسْ.



ويَالِيتْ مِنكْ هْرَبْتْ.



مَا مِتْ، لَمَّا غِبتْ،

صغِيرْ كِنتْ وشِبْتْ !







في الذاكرة !

بالذاكرة،

تمرّني مثل السحاب.

يبهج خفوقي، يظلّله !



بالذاكرة،

تمرّني مثل السراب.

ريقي نشف، ما بلّله !



بالذاكرة،

ورغم الغياب،

تبقى معي بالذاكرة.

وصاحبك ؟ قل لي ؟ فاكره ؟










الجمعة، 30 يناير 2009

ولا E-mail





على عهدك ثبت قلبي ولا يميل

وإنته لا اتصالك جا ولا E-mail

ياغصن أورق، وأثمر لي، ولي ميل

ذبحني الجوع لوصالك خطيّه

وفيصل !





جِفَاكْ : رْمَاحْ فِيْ صَدْرِيْ، وفِيْصَلْ !

وِفَاكْ : الوَصْل لَه حِجَّةْ، وفَيْصَلْ.

وبَعَدْ هَالْعُمْر، إذَا إِنْتَهْ وَفِيْ صِلْ.

أَخَافْ آمُوتْ مَـ تْضُمَّكْ يدَيَّهْ !

موجع القلب باكياً - إلى منصور رحباني-














كفى بك داءاً، أن ترى الموت شافياً.

وكافياً للقاء نصفك الآخر !



ألم تقل :



يا عاصي،

لو فييّ بَطّل هالأدويهِ

كنت قوام بلْحَقَكْ

بس يِمْكن أنا جبان
.





لا يا منصور، لم تكن جباناً، على الأقل هذا الصباح.

فقد كنت شجاعاً جداً.

استطعت أن تهزز أعصابي، ليتساقط الدمع ساخناً من محجريّ.

"بطّلت" الأدوية يا منصور.

بكل بساطة، تتخلى عنها، وعن اليوتوبيا الفاضلة التي شاركناك في تخيّلها.

وتتخلى عنّا !

سحقاً،

هذا ما يوجعني الآن، ان يتم التخلي عنّي مِن صديق كـ أنت !

بالحديث عن الوجع، لا تزال ترسخ كلماتك بذاكرتي :

"ما أوجع أن تذهب دون كلمة تدعوك إلى البقاء. حينئذٍ يكون حزنك مضاعفاً: حزنك للذهاب وحزنك أن تذهب من دون حزن"

إذن رحلت بلا وجع، فكم دعوتك للبقاء، وكم تعاظم حزني هذا المساء بعد أن تلقيت خبر وفاتك !

يا منصور، تمر ببالي بكثافة، بسرعة وبحدة كل ذكرياتي السابقة معك،

وأنا كـ صديقنا المتنبي، وُلِدْتُ أَلُوفَاً لو رجعت إلى الصبا لفارقت شيبي موجع القلب باكياً !

فكيف أفارقك اليوم !









إلى العزيز منصور رحباني.

في يوم وفاته الثلاثاء 13 يناير 2009 الساعة 10:51 مساءاً.

هذا ما يجتاحني الآن.

أغمضّهن !







أَغَمِّضْهِنْ ..!

أحاول قَدْ ما أقْدَرْ

أحضن وجيه أحبابي،

بداخلهن، وأَغَمِّضْهِنْ ..!





أَغَمِّضْهِنْ ..!

وكان الدَّمْع مِنْ قَسْوَة جُفُونِي،

موج، يِتْلاطَمْ.

وأسمَع لِهْ هّدِير، وكان يِتْنازَعْ،

عَلَيّ من النوايِبْ فُوج، ويِتْعاظَمْ.

ورُغُمْ هذا الجِفاف أحْبِسْ عن عروقي،

رِذاذ الما - بلا تفكير - !





أَغَمِّضْهِنْ ..!

بِصِحَّةْ باسِي، وصْعُوبَةْ مَراسِي،

هَـ الجُفُون المُتْرَعَة بالدَمْع.

- CHEER -!!

فَلا هذا الحِزِنْ مُفْرَدْ،

وَلا كان الفَرَحْ بِي جَمْع.





أَغَمِّضْهِنْ ..!

أحاول قَدْ ما أقْدَرْ

أحضن وجيه أحبابي، بداخلهن،

بَعَدْ مَـ أجْفَانُهُمْ بِيدِي أَغَمِّضْهِنْ ..!









الإهداء :

لكل الذين اكتفيت بإغماض جفونهم بصمت،

دون أن أستطيع أن أودعهم بكلمة.

لحظة دفا !

آتِدَفَّا بالأَمَلْ إِنّكْ تِجِين.

آتِدَفَّا بالأَمَلْ !!



* * *



وبِإنْتِظَارِكْ،

مَا شِتَمْت أُمّ السِّنِينْ ومَا أحْتَرَقْت .

آتِدَفَّا بِإنْتِظَارِكْ -زَيْ عَادَاتِيْ- حَنِينْ.

ومَا شَرَقْت بْرِيْقِيْ لَمَّا لاحْ زُولٍ يِشْبِهِكْ،

ومَا طَرَقْت بْإِصْبِعِيْ كَاسِيْ مَلَلْ.

أَعْرِفْ إِنِّيْ لازِمْ أَتْدَفَّا قَبَلْ لاَ تِشْرِقين.



* * *



شَمْسِيْ اللِّيْ مَا اشْرِقَتْ إِلاّ بْخَيَالِيْ،

وَالمُوَاعِيدْ الخُرَافَةْ.

يَا قُمُرْ،

عَامِينْ مَرَّنْ مَا اكْتِمَلْ.

يَا نَجِمْ بِينِي وبَيْنِهْ أَقْرَبْ وأَبْعَدْ مِسَافَةْ.

عَاذِرِكْ لَوْ تِبْعِدِينْ.

إِنْتِ مَا تَدْرِينْ عَنْ طَعْم الحَنِينْ.

عَنْ ثِوَانِيْ سَاخِرَةْ مِنِّي إتِّشَفَّا.

عَنْ لُهَاثْ القَلْب لاَ مِنِّكْ طَرِيْتِيْ.

ومَا دَرِيْتِيْ،

كِيفْ أَتْعَذَّرْ عَنْ غْيَابِكْ لـ قَلْبِيْ :

"أَخْلِفَتْ بَالوَعْد بَسّ الطِّيفْ وَفَّا"

مَا دَرِيْتِيْ،

عَنْ تِجَاعِيدٍ غَزَتْنِيْ بْمُسْتَهَلْ عِشْرِينْ عُمْرِيْ،

عَنْ تَعَرِّيْ الشَّيبْ فِيْ رَاسِيْ،

فُتُورِيْ،

ِإِنْطِفَاءْ الدَّهْشَةْ،

وقِلَّةْ حَمَاسِيْ.

وكِيفْ هَذَا العِشْق يِتْحَوَّلْ إِلَى حِقْدٍ دَفَينْ.!

مِنْ سَنَاهْ إِحْسَاسِيْ بَالوِحْدَةْ تِدَفَّا.



* * *



14-4-2005 م

الأربعاء، 1 أكتوبر 2008

لا تقف مكتوف الكلمات !




لا تتردد

لا يوجد مبرر للتردد والتأخير،

إذهب الآن، وأحكي عما يعتلج في صدرك،

إحك بلا توقف.

فأنت تعرض حياتك للتعاسة،

لا تنظر لي بهذه النظرات الساخرة،

أعلم ما يدور بداخلك،

أجل أنت تعرض حياتك للتعاسة،

حتى إذا كنت مقتنعاً مسبقاً ومسلماً بتعاستك،

فإنك بهذا التردد تضيّع الفرصة لإنتشالك من هذه التعاسة.

اذهب يا رجل وأفض لها بهذا الشعور الجميل،

لا تؤطّر مشاعرك بكلمة واحدة، فكلمة حُبْ.ربما تكون أقل مما يجب،

المشاعر العظيمة الصادقة لا تقاس بالكلمات.

اذهب وأخبرها بالسرور الذي يضيء من خلال مسامات جسمك،

اخبرها برائحة الياسمين التي تفوح في أرجاء المكان عندما تمر به،

قل لها صباح الخير في المساء،

وإن تعجبت أخبرها بأن إشراقتها أحالت العتمة إلى نور.

أخبرها عن السحابة البيضاء التي تسبح في بحر السماء.

عن لذة النسيم المنعش في منتصف يوم قائض،

عن مداعبة السماء للأرض بأول أمطار الشتاء،

عن عناقها للأرض بقوس قزح،

عن الورود التي تتفتح لتحظى بفرصة رؤيتها،

عن الفراشات التي إستيقظت في هذه اللحظة من سبات الشرنقة،

أخبرها عن لحظات الفرح، عن جميع الأشياء الجميلة التي مرت بحياتك،

وقل لها أنها توحدت وتجسدت في أنثى فاتنة هي أنتِ.

لا تقف مكتوف الكلمات !


لا تقف مكتوف الأيدي،

أتعلم، إن أمكنك أن تمسك بيدها، ستكون قد قطعت شوطاً كبيراً فيما أنت ذاهبٌ إليه.

أجل، فقط فكر فيما أنت تمسك بيدها بمشاعرك تجاهها،

للملامسة لغة حسيّة أرقى من الكلمات الرازحة تحت ثقل النقاط واليسير من المشاعر.

لا تخجل، أنت تعلم أنها اللغة الوحيدة التي تستطيع أن تنقل من خلالها نبضات قلبك، ودفء الدماء التي تجري بداخلك.

أما الحروف المزخرفة بالنقط وعلامات الترقيم فهي باردة، باردة يا رجل.

أمسك بيديها، ففي الملامسة يمكن للقلبين أن يشعران ببعضهما، أن يكونا أقرب، أن يتحدان.

إلمس فرحك، أمسك فرحك، أحضنه، لا تدع البسمة تهرب من شفتيك.

لا تدع الربيع يرحل مخلفاً وراءه رجل يتساقط كأوراق شجرة خريفية، هو أنت.
.
.
* تحية للأخت الكريمة مسك،
لإبداعها في عمل اللوحة.

الاثنين، 1 سبتمبر 2008

حَيَ جِدّاً !

لا تيأس !!
كل ما حدث لك كان من الطبيعي حدوثه.
فلا تيأس، أنت قاتلت حتى النهاية وعندما نفذت آخر طلقاتك لم تستسلم بل قاتلت بيديك العاريتين حتى انتهى كل شيء.
أما شعورك بأن القتال كان بلا نتيجة، فتأكد بأنه لا يوجد خلل ما - على الاقل من ناحيتك أنت ! -.
يجب أن تثق أن هناك إنتصاراً في هذه الهزيمة، إنتصارك أنت.
لا تنظر لي هكذا، نعم أنت منتصر، فالأخطاء الفادحة لم تبدر منك.
لم تتهاون كما فعل الآخرون، أنت وحدة بنائية منتصرة في بناء مهزوم .
تستطيع أن تبتسم، أعلم أن العبارة الأخيرة راقت لك كثيراً .
نعم أنت وحدة بنائية منتصرة في بناء مهزوم، وفي الخيبات العامة يجب ألا تنظر لأخطاء الآخرين، الأحرى بك أن تنظر لما قدمت من جهد وليكن هذا عزاؤك فيما حدث.
ولا ضير أن تحتفل داخلياً بهذا الإنتصار المصغّر الذي تم في نهاية تلك المواجهة.
أو على الأقل أن تنام دونما حاجة لعدّ خراف الخيبات التي تقفز من سياج الذاكرة.
نم ..يمكنك أن تنام الآن، لا بد أن تنام فهذا هو اليوم الثاني على التوالي الذي يمضي وأنت مستلقي على سريرك للنوم ولكن دون جدوى.
أغمض عينيك الآن، هل ترى ؟ انظر لذلك الذي يمتطي المهرة الجامحة. إنه أنت، أجل أنت وهذه الحواجز التي تقفزها هي الخيبات الأخيرة التي خلفت في نفسك عواطف وذكريات.
أنت تجتازها، إنظر هي ورائك الآن، تستطيع أن تعدها معي، نعم عدّ معي ..
نااااااااام.
لن تصدق بعد أن تستيقظ أنك إستطعت أن تنام رغم كل ما حدث ورغم احساسك العميق بالخيبة والإحباط.
ستغتسل وعندما تمسح وجهك بيديك تجد أنك تضغط عليه -لاشعورياً- بكل قوه.
وكأنك تحاول مسح آثار الخيبة المتبقية عليه !!.
تنظر للمرآه، وتضحك ببلاهة متأملاً تعابير وجهك.
ستعتقد أن حالةً من التبلد قد أصابتك، وإلا كيف إستطعت أن تنام ؟! وكيف تجرّأت على الضحك ؟!!.
ولكن الحياة ليست سوى تجارب يكون النجاح والفشل فيها نسبياً لا مطلقاً.
نعم إن الحياة هي أن تجرّب، أما الأشخاص الملتزمون بالسير على نهج الآخرين فهم مقلدون يعيشون حياة الآخرين.
وكما يقول أندريه جيد : " إنهم ينهون حياتهم دون أن يعانوا شعوراً صادقاً ، حياً ، يتخيلون أنهم يحبون ويتألمون . إن موتهم ذاته تقليد . ".نعم إن الحياة هي أن تجرب وتحس بالفشل والنجاح.وأنت يا سيدي حيّ، أجل حيّ، حيّ جداً !!.