الاثنين، 1 سبتمبر 2008

حَيَ جِدّاً !

لا تيأس !!
كل ما حدث لك كان من الطبيعي حدوثه.
فلا تيأس، أنت قاتلت حتى النهاية وعندما نفذت آخر طلقاتك لم تستسلم بل قاتلت بيديك العاريتين حتى انتهى كل شيء.
أما شعورك بأن القتال كان بلا نتيجة، فتأكد بأنه لا يوجد خلل ما - على الاقل من ناحيتك أنت ! -.
يجب أن تثق أن هناك إنتصاراً في هذه الهزيمة، إنتصارك أنت.
لا تنظر لي هكذا، نعم أنت منتصر، فالأخطاء الفادحة لم تبدر منك.
لم تتهاون كما فعل الآخرون، أنت وحدة بنائية منتصرة في بناء مهزوم .
تستطيع أن تبتسم، أعلم أن العبارة الأخيرة راقت لك كثيراً .
نعم أنت وحدة بنائية منتصرة في بناء مهزوم، وفي الخيبات العامة يجب ألا تنظر لأخطاء الآخرين، الأحرى بك أن تنظر لما قدمت من جهد وليكن هذا عزاؤك فيما حدث.
ولا ضير أن تحتفل داخلياً بهذا الإنتصار المصغّر الذي تم في نهاية تلك المواجهة.
أو على الأقل أن تنام دونما حاجة لعدّ خراف الخيبات التي تقفز من سياج الذاكرة.
نم ..يمكنك أن تنام الآن، لا بد أن تنام فهذا هو اليوم الثاني على التوالي الذي يمضي وأنت مستلقي على سريرك للنوم ولكن دون جدوى.
أغمض عينيك الآن، هل ترى ؟ انظر لذلك الذي يمتطي المهرة الجامحة. إنه أنت، أجل أنت وهذه الحواجز التي تقفزها هي الخيبات الأخيرة التي خلفت في نفسك عواطف وذكريات.
أنت تجتازها، إنظر هي ورائك الآن، تستطيع أن تعدها معي، نعم عدّ معي ..
نااااااااام.
لن تصدق بعد أن تستيقظ أنك إستطعت أن تنام رغم كل ما حدث ورغم احساسك العميق بالخيبة والإحباط.
ستغتسل وعندما تمسح وجهك بيديك تجد أنك تضغط عليه -لاشعورياً- بكل قوه.
وكأنك تحاول مسح آثار الخيبة المتبقية عليه !!.
تنظر للمرآه، وتضحك ببلاهة متأملاً تعابير وجهك.
ستعتقد أن حالةً من التبلد قد أصابتك، وإلا كيف إستطعت أن تنام ؟! وكيف تجرّأت على الضحك ؟!!.
ولكن الحياة ليست سوى تجارب يكون النجاح والفشل فيها نسبياً لا مطلقاً.
نعم إن الحياة هي أن تجرّب، أما الأشخاص الملتزمون بالسير على نهج الآخرين فهم مقلدون يعيشون حياة الآخرين.
وكما يقول أندريه جيد : " إنهم ينهون حياتهم دون أن يعانوا شعوراً صادقاً ، حياً ، يتخيلون أنهم يحبون ويتألمون . إن موتهم ذاته تقليد . ".نعم إن الحياة هي أن تجرب وتحس بالفشل والنجاح.وأنت يا سيدي حيّ، أجل حيّ، حيّ جداً !!.

ليست هناك تعليقات: